فصل: الشاهد السادس والتسعون:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.استيلاء محمود على سجستان.

كان خلف بن أحمد صاحب سجستان في طاعة بني سامان ولما شغل عنه بالفتن استفحل أمره وشغل للاستبداد فلما سار سبكتكين للقاء ملك الهند كما مر اغتنم الفرصة من بست وبعث إليها عسكرا فملكوها وجبوها ولما رجع سبكتكين من الهند ظافرا تلقاه بالمعاذير والتعزية والهدايا والطاعة فقبل وأعرض عنه وارتهن عنده على طاعته وسار معه الحرث أبو علي بن سيجور بخراسان فملأ يده ويد عسكره بالعطاء وبتقدمه لقتال ايلك خان بما وراء النهر كما مر فدس إلى ايلك خان يغريه بسبكتكين واعتزم سبكتكين على غزو سجستان ثم أدركه الموت فاغتنم خلف الفرصة وبعث طاهرا إلى قهستان وبوشنج فملكها وكاتب البغراجق أخا سبكتكين فلما فرغ محمود من شأن خراسان بعث لبغراجق عمه بانتزاع قهستان وبوشنج فسار إلى طاهر فهزمه واتبعه وكر عليه طاهر فقتله وانهزم الفريقان وزحف محمود إلى خلف سنة تسعين وثلثمائة فامتنع في أحصن بلد وهي قلعة عالية منيعة وحاصره بها حتى لاذ بالطاعة وبذل مائة ألف دينار فأفرج عنه وسار إلى الهند فتوغل فيها وانتهى في اثني عشر ألف فارس وثلاثين ألف راجل فاختار محمود من عساكره خمسة عشر ألفا وسار لقتال جميال فهزمه وأسره في بنيه وحفدته وكثير من قرابته ووجد في سلبه مقلد من فصوص يساوي مائة ألف دينار وأمثال ذلك فوزعها على أصحابه وكان الأسرى والسبي خمسمائة ألف رأس وذلك سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة وفتح من بلاد الهند بلادا أوسع من بلاد خراسان ثم فادى جميال ملك الهند نفسه بخمسين رأسا من الفيلة ارتهن فيها ابنه وحافده وخرج إلى بلده فبعث إلى ابنه أندبال وشاهينة وراء سيجور فأعطوه تلك الفيلة وسار لا يعود له ملك وسار السلطان محمود إلى ويهند فحاصرها وافتتحها وبعث العساكر لتدويخ نواحيها فأثخنوا في القتل في أوباش كانوا مجتمعين للفساد مستترين بخمر الغياض فاستلحموهم ورجع السلطان محمود إلى غزنة وكان خلف بن أحمد عند منصرف السلطان عنه أظهر النسك وولى ابنه طاهرا على سجستان فما طالت غيبة السلطان أراد الرجوع إلى ملكه فلم يمكنه ابنه فتمارض وبعث إليه بالحضور للوصية والاطلاع على خبايا الذخيرة فلما حضر اعتقله ثم قتله كما مر وبلغت ضمائر قواده لذلك وخافوه وبعثوا للسلطان محمود بطاعتهم ما بقيت له الدعوة في سجستان سنة ثلاث وتسعين وثلثمائة وسار السلطان محمود إلى خلف فامتنع منه في معقله بحصن الطاق وهو في رأس شاهق تحيط به سبعة أسوار عالية ويحيط به خندق بعيد المهوى وطريقه واحدة على جسر فجثم عليه أشهرا ثم فرض على أهل العسكر قطع الشجر التي تليه وطم بها الخندق وزحف إليه وقدم الفيول بين يديه على تعبيتها فحطم الفيل الأعظم على باب الحصن فقلعه ورمى به وفشا القتل في أصحاب خلف وتماسكوا داخل الباب يتناضلون بأحجار المجانيق والسهام والحراب فرأى خلف هول المطلع فأثاب واستأمن وخرج إلى السلطان وأعطاه كثيرا من الذخيرة فرفع من قدره وخيره في مقاماته فاختار الجوزجان فأذن له في المسير إليها على ما بينه وبين ايلك خان من المداخلة ثم هلك خلف سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وأبقى السلطان على ولده عمر وكان خلف كثير الغاشية من الوافدين والعلماء وكان محسنا لهم ألف تفسيرا جمع له العلماء من أهل إيالته وأنفق عليهم عشرين ألف دينار ووضعه في مدرسة الصابوني بنيسابور ونسخه يستغرق عمر الكاتب إلا أن يستغرق في النسخ واستخلف السلطان على سجستان أحمد الفتحي من قواد أبيه ورجع إلى غزنة ثم بلغه انتقاض أحمد بسجستان فسار إليهم في عشرة آلاف ومعه أخوه صاحب الجيش أبي المظفر نصر والتوتناش الحاجب وزعيم العرب أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الطائي فحاصرهم وفتحها ثانية وولى عليها أخاه صاحب الجيش نصر بن سبكتكين مضافة إلى نيسابور فاستخلف عليها وزيره أبا منصور نصر بن إسحاق وعاد السلطان محمود إلى بلخ مضمرا غزو الهند هكذا مساق خبر السلطان محمود مع خلف بن أحمد وخبر سجستان عند العيني وأما عند ابن الأثير فعلى ما وقع في أخبار دولة بني الصفار.